الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

اكتمال بلون الحريّة!

اكْتِـمال بِلَـوْن الْـحُــريَّــة!


استدارة ليست كأي استدارة.. تهمس لي فيها أبجديات.. كنتُ في كل ليلة أعلّمها لك!
تنشدني أنت فيها ألحاناً.. لطالما أنشدتها لك! وتقص عليّ الحلقة الأخيرة.. من حكايا ... كم وكم حكيتها لك..!
أبجديات "الحرية" التي نسجتُ منها ألحاناً "حرّة" أحكي لك بها قـصص "الأحرار".. !
ولكن.. لطالما كانت الحلقة الأخيرة أحجية أعجز عن حلّها  –قبل الليلة بالتأكيد- ، فقد أتيتَ الليلة لتنسجها
 لي.. وللبشريّة من خيوط ضيائك!
اكتمال بعـبير الحرية..!
تحرر فيه... أحرار الروح... مقيّدوا الأجساد....
انقطع مداد خطواتهم على رمل الأرض..
فاستبدلوهـ بمداد من "أسهم" لا تخطيء السماء..
سراجُها.. مداد من نورك "الربّانيّ" ..  فأنّى لها أن تحيد!!
اكتمال بلون الحريّة!
رسمت لي فيه بكل ظفيرة من ظفائر ضيائك.. ألفا وسبعة وعشرين لوحة حريّة..!
فيها: زغاريد أعراس.. أحضان شوق.. دموع فرح.. حوقلة صدمة.. هتافات غضب.. رايات نصر.. تكبيرات إيمان.. وأيمانُ يقين.. !!
لوحة.. كنت أحلم بها كل مساء.. ولكني عجزت عن رسم ملامحها..
تلك الملامح التي يستحيل اكتمالها.. إلا بفيض من عطاء الحنّان المنّان!
وكيف أرسم ملامح لقاء بين أحبّة ينهشهم وجع الشوق منذ عقد وعقدين وثلاثة.!
خجلى أنا.. فعُمري –كلّ عمري- لا يساوي ما عاشه حرٌّ من أولئك الأحرار خلف القضبان..!
أحرفي.. وعمري.. وكلّي قاصرون أمامكم أيها الأحرار...
قاصرون أمامكنّ يا "أحلام" وأخواتها .. هزيلون أمامكم أيا "سنوار" وإخوانه!
يتلاشون أمامكم أيها الصناديد الصامدون بين أربع جدران مهترئة.. شاحبة.. زخرفتموها بجميل الإيمان!
أحرار أنتم.. بسجن أو بدون سجّان!
في الأرض أحرار.. وفي السماء أنتم الأبرار!
أما نحن... فعذرا يا "أنا" و"أنتم"..
قد قدم الأحرار ودفعوا الثمن..!
ومازلنا سجناء.. مكبلين.. نتأمل قيودنا.. ونبحث في أسرارها.. ونتفلسف في معرفة ماهيّتها!
ربما بعد دهر.. وصلنا .. ولربما .. لربما وجدنا مفتاحا لها ..!!
وولربما بعد حين قررنا حمل هذا المفتاح.. لنفك قيود النفس والوطن!
ماذا ستقولين لأحلام عندما يهمسُ لكِ طيفها قائلا: أهديتُ أجمل سنين عمري قربانا لرب الوطن.. أي هدية قدمتها أنتِ للوطن؟!
وكيف ستفتل عضلاتكَ أمام "السّنوار"حين يسألك: وهبتُ أيامي كلّها مهرا للأرض التي عشقت.. فأي مهر قدّمتَهُ أنتَ للوطن!
آآهـ أيها القمر..
ألا ليت لي عقب كل شمس.. اكتمال يروي ليلي.. كما الليلة..!
نور وضّاء .. فلسطيني البريق.. إنسانيّ النقاء.. حرّ الملامح.. إلهيّ الضيّاء..!
شهدت أنت يا قمري عيونهم.. دمعاتهم.. شهقاتهم ..
ولامستك قوة نبضاتهم
وكأني بك تقتبس من عظيم إيمانهم نورا تشحذ به ضياءك..
فانهل يا قمري منهم.. وأمطرني..
وأمطرنا نحن المكبّلين..
واصرخ بنا..
انتفضوا.. فلأجل الحريّة لا بد أن تدفعوا الثمن..!
انتفضوا.. وبعجزكم لا.. لا تبيعوا الوطن!
ثوروا على أنفسكم.. فورب الأقصى.. ولّى زمن الوهن!