الاثنين، 19 ديسمبر 2011

طبيعي جدا!



طبيعي جدا



طبيعي جدا.. حين يأخذ عقل البعض إجازة..
يصبح من الطبيعي جدا أن يساووا بين شهداء الثورة..وبين من يقتلهم.. ! وكأن المأساة واحدة.. ويعاجلوك بسؤال باهت.. "يعني هدول بشر والجيش مو بشر!!"..
عفوا.. من يقرر أن يقتل أبناء شعبه وينتهك أعراض بنات بلده.. قرر في نفس اللحظة أن ينتمي لفصيل الوحوش.. وواجب على أهله أن يتبرؤوا منه.. !

طبيعي جدا.. حين يضع البعض عقلهم في الثلاجة..
يصبح من تمام المنطق الحديث عن "مؤامرة خارجية"..و"أيدي مجهولة".. كلها تحاول وتسعى لتفسد البلد.. ومن المقبول أن يُقتل البعض (أكثر من 5000 شهيد).. وأن تنتهك الأعراض...في محاولة الجيش للكشف عن هذه المؤامرة.. والتخلص من العصابات المسلحة التي ستفتك في البلد إن لم يتم التخلص منها
عفوا.. لو وجدت العصابات المسلحة .. لما قتلت وسفكت وهدمت بالقدر الذي فعله "جيش البلد".. أعداد الشهداء بازدياد... ومازال البحث مستمر!!

طبيعي جدا.. حين يناقشك أحد أصحاب العقول "منتهية الصلاحية".. أن ينظر لك بعين الشفقة.. وأن يحاول جاهدا أن يأخذ بيدك لتفهم "الحقيقة".. وأن تدرك أن كل ما تشاهده على "الجزيرة".. ليس إلا تهويل إعلامي.. وتدعمه قطر لأسباب سياسية!
عفوا.. وكأن التلفزيون "الرسمي" هو مصدر الحقيقة الموضوعية..!! أما كل الفيديوهات والصور والتغريدات في تويتر وما ينشر على الفيس بوك.. كل هذا مفبرك وتضليل إعلامي وتهويل وليس له أساس من الصحة..!! وكذلك الـ 100 شهيد الذين ارتقوا اليوم .. ليست إلا قصص مبالغ فيها!!

طبيعي جدا.. عند الحديث عن الأطفال الذين قتلوا.. فالعقل المعطوب يقول أن السبب هو "هاد غباء من الأهل وقلة مسؤولية " هذا طبعا في حال أقر العقل المعطوب أن يصدق أخبار "قتلى" سواء من الكبار أو من الأطفال..!!
عفوااا.. أترك لكم التعليق..!!

"على بلاطة".. أصحاب هذه العقول إما أنهم يؤمنون حقا بما يقولوه.. أو أنهم مازالوا يعيشون بعقول ما قبل 2011..
وعلى كلا الفريقين "السام"..
فالأول.. ظالم ولا يقل ظلمه عن ظلم أسياده.. وكما قيل: انه جاء خياط إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان، هل أنا من أعوان الظلمة ؟
فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط ..!!
فنسأل الله أن ينتقم منهم.. كما نسأله أن ينتقم من "أسياده"..
أما الصنف الثاني.. الذين استُعبدت عقولهم وأرواحهم ... فامشي معهم بمبدأ "الكلاب تعوي والقافلة تسير"..
الحديث عن المؤامرة أصبح حجة مهترئة ودعوى بالية..
منذ أن قامت الثورة في تونس وامتدت لـ ليبيا ومصر وتونس وسوريا..ونحن نشاهد أصحاب العقول التي لا تعقل وونحن نسمع هرطقاتهم البالية التي يحاولون أن ينشروها بين الناس.. ولكن هيهات هيهات.. 
فمنذ ذلك الحين أيضا..ونحن نكفكف من المقل دموع الألم على أراض استبيحت.. ودماء سفكت.. وآلاف الشهداء الذين ارتقوا لـ"مقعد صدق عند مليك مقتدر" بإذن الله.. !

غير أننا ما كفكفنا يوما دموع الأمل.. فمهما كان وسيكون.. طبيعي جدا أننا لم ولن نندم يوما.. وأننا كما بدأنا سنواصل حتى آخر يوم.. 
اشترينا الحرية.. والثمن غالي.. والله المستعان!

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

في ظلال "نــظــريّــة"!!

في ظلال نظرية.. !

اليوم في محاضرة الفلسفة -المفضلة لدي- كنا نتحدث عن فلسفة "كانت Kant" في الأخلاق.. التي يرى فيها أن الأخلاق تتحقق إذا:
1- كان من المقبول أن يُعمم التصرف الذي تصرفت به ليفعله كل البشر في كل الأماكن والأوقات.. ليصبح
universal law (مثلا: هل تقبل أن تعيش في مجتمع كل أفراده يكذبون)
2- تعامل مع نفسك ومع الآخرين دون أن تعتبرهم وسيلة لتحقيق غايات أخرى
3- تصرّف وكأنك المسؤول عن اصدار القوانين.. وليس فقط مُجبرا على اتّباع القوانين..


وسبحان الله.. !!! لم تجد الدكتورة مثالا لتوضح لنا كيفية التوظيف الخاطئ لنظرية "كانت" إلا موقف
"أدولف أيخمان "-الذي يعتبر مهندس المحرقة- وهو الذي أشرف على عملية "الهولوكوست".. حيث برر موقفه أمام المحكمة الإسرائيلية بانه فعل التصرف الأنسب لأنه نفّذ الأوامر واتبع القانون.. وهو ما يجب أن يفعله الجميع!..

بعيدا عن نظرية "كانت" وكل النظريات الفلسفية.. قضينا أكثر من نصف المحاضرة لنعيش "معاناة اليهود المساكين الذين تعرّضوا للإجرام النازي دون وجه حق.. ودون أي استثناء.. بل وأصر أيخمان على تنفيذ الأوامر.. دون أن يستثني أحدا".. حتى أنّي خشيت انه نحتاج أنه نمسح دموع بعض!!

يا للسخرية!.. في محاضرة.. 90% من الطلاب فيها مسلمين .. و70% منهم عرب.. تتحدث الدكتورة بكل جرأة وبحزن شديد.. حتى أنها كادت تبكي من شدة تأثرها.. أمام طلاب تعرف تماما أن كل كلامها لا يعني لهم شيئا فكل واحد منهم من وطن يعاني أضعاف ما عاناه اليهود في تلك الحادثة ..
حرارتي تقريبا وصلت الـ 1000!.. أي الكلمات تفي أمامها..؟؟؟ هل أصمت وأعتبرها هرطقة كبقية الهرطقات الكثيرة التي أسمعها..؟؟

مستحيل..!!



- حضرة الدكتورة.. آهااااااااا.... الحالة مشابهة تماما في حرب غزة.. حين "لم يستثني اليهود أحدا" وقتلوا الأطفال .. احتياطا!! لأن "الإرهاب" سينتقل لهم بالوراثة!

-ممممممممممممممم (كلام ليس له معنى.. حاولت أن تبرر به اسهابها في الحديث عن المحرقة)..

- إذا أستاذتي.. نعود من جديد لنظرية "هوبس" المبنية على القوة.. عندما كان اليهود قلة ضعيفة.. استطاع النازيون أن يقتلوهم.. واليوم.. لأن القوة بيدهم.. أصبح استخدام القوة مباحا.. ولا يعتبر جريمة.. وكذلك قتل الأطفال دفاعا عن "سيادة الدولة".. بل وأصبحت المحرقة "الحجّة" التي بيتمسكنوا فيها!


مواقف كهذه قد نتعرض لها كثيرا.. ومنها ما هو أشد "سخرية" من هذا.. ولكن المهم:
- أن لا تصمت.. أطلق صوت الحق الذي يصدح في أعماقك.. لأن صوت الضمير في داخلك لن يرحمك إن صمت..! ولأن الله وضعك في هذا المكان أو ما يشبهه لتقول كلمة الحق..

- كانت الدكتورة تتحدث بكل ثقة وجرأة وفخر وحزن (كل هذا امتزج) .. لأنها تريد أن تؤدي رسالة بطريقة أو بأخرى.. رغم أن المكان والزمان والمُتلقين (طلاب غالبيتهم عرب ومسلمين) لا يساعدها
أنت أيضا لديك رسالة.. لا بد أن توصلها للعالم.. اصدح بها بكل جرأة.. وتحدث بكل الإيمان المزروع في أعماقك.. لتصل كلماتك إلى أعماق من يسمعك.. !

ثقف نفسك.. وليبحر في عالم الأفكار عقلك.. اختر الفكر الذي ستبني عليه منهج حياتك.. اعتنقه بكل الإيمان الذي حواه قلبك.. اصدح به.. وأسمع صوتك للسماء !

أرأيتم.. في ظلال نظرية.. يحدث العجب :)..