الخميس، 26 يناير 2012

في الغربة...!

في الغربة.. 



في الغربة.. أنت "شيء" ما على الهامش..

تخبأ الأخبار عنك بحسن نية غالبا.. يقولون:"تحكولهوش، بكفيه اللي فيه" أو "بلاش يقلق".. وتغلب "رابطة الأرض" رابطة الدم.. لتكون أنت دائما آخر من يعلم.. 
في الغربة.. تصلك الأخبار الساخنة من النوع "المر" بالخطأ غالبا.. حيث يتلعثم المتصل قائلا: انتو بتعرفوش انو...مات!
في الغربة: يصبح من الخير العميم الذي أدركته إن استطعت أن تجد طائرة تقلك لتلقي "نظرة الوداع" على فقيد من الدرجة الأولى قبل الدفن..
ستنهال المكالمات للتعزية ويكون السؤال الأهم: إن شاء الله لحقته؟!!
مهلا..! أتعرف ما هي نظرة الوداع؟! معناها أن يكون من تحبه أمام عينيك.. بلا حراك.. بلا رئة تتنفس.. بلا قلب يخفق..! وبطريقة ما ستجد نفسك تشبهه كثيرا.. فلن تستطيع أن تنبس ببنت شفة.. لن يسمعك إذ تقول له كم أحببته! أو حين تطلب الصفح والمسامحة منه! لن يسمع آخر أسرارك... فستؤثر أن تتحدث بعين دامعة.. وقلب ذاكر لله صابر! 

وفي الغربة تنسى أحيانا ساعة الأخبار المفرحة.. ستعرف -بالخطأ- أيضا أن أخوك "لقي بنت الحلال" أو أن أختك "إجاها عدلها"..والخطبة بكرة.. !! هذه المرة لم أملك أن أجد مبررا! هل يخشون عليك أن تقلق أيضا!! أم أنك -واعذرني- منسي فعلا! 

وحين تعود في إجازة: يصطف أمامك جيش من الأطفال ليسلموا على عمهم -الذين لا يعرفونه بطبيعة الحال-، وأنت كمثلهم تحاول أن تحزر ابن من هذا أو تلك! ثم تسأل عن أبو محمد جاركم ليقال لك: الله يرحمه، وعن أبو سليمان صاحب دكانة الحارة.. ليقال لك: عطاك عمره.. 
طبيعي..ففي الغربة.. جرت سنة الحياة مع أهل الوطن..رحل جيل.. ليولد آخر.. وأنت مغترب، لم تودع أحدهما فضلا عن أن تستقبل الآخر!

في الغربة لا تحاز لك الدنيا بما فيها أبدا ..قد تكون "معافى في بدنك، ومعك قوت يومك".. ولكنك لن تكون يوما "آمنا في سربك".. فأي "سرب" يرضى أن يحتوي "غريبا".!
ستبقى دائما تلك "البطة السوداء"...

في الغربة: تتغنى برائحة تراب أرضك التي ما شممت يوما.. وتشتاق أن تضمك أزقتها وشوارعها التي تجهلك! كمثل أعمى يصف جمال البحر ليلة اكتمال القمر، ولا هو قد رأى بحر ولا أبصر نور القمر! 

في الغربة ستصل دائما متأخرا.. لتكون "شيئا ما" علة الهامش أو ربما لا شيء..
لذلك؛ عزيزي المُغترب.. ما لم تكن أرضُك قد لفظتك.. أو كنت تطلب علما، تأكد أن المستوى المعيشي "الأفضل" يغدو لا شيء أمام تلك المواقف المُرّة التي تشعر فيها بأنّك "صفر على الشمال".. عٌد لأرضك وكن بين أهلك.. هو أكرم لك!



على الهامش: منذ سمعت نبأ وفاة جدتي رحمها الله .. في يوم الجمعة 20 يناير 2012.. وأنا أحاول أن أترجم وجعي لعدم تمكني من وداعها.. فضلا عن أن أحتفظ لي بذكريات كثيرة معها في جُعبة ذكرياتي..
والحمد لله على كل حال.. والله المُستعان.. 

الاثنين، 16 يناير 2012

"والقلم"..

"والقلم"



تؤرخ ماضيك به.. فتسترجع كل حين أين كنت؟.. وكيف انطلقت؟.. وأيّ الأيادي امتدت لك لتعينك في بداية مشوار حياتك؟.. أي الصعوبات واجهتك؟.. فتدرس عوامل نجاحك، وتبحث في أحداث ربما تسببت في أن تكون في مكان ليس الأنسب لك..

وفي كل يوم.. قبل أن تأوي لفراشك.. تحتضنه بين أصابعك بعناية مُتناهية؛ لتكتب ما كان من حال يومك.. أي الدروس تعلمت فتلزمها، أي التحديات اجتزت فتكافئ نفسك عليها، أي الذنوب ارتكبت؟ فتتوب لبارئك منها.

وترسم ما ترجوه لـ غَدِك.. - سيناريو حياتك- كما يحلو للبعض أن يسميه. لن تعبث بالقدر أو تغيره.. ولكنك تقوم بما يفترض أن يقوم به أي إنسان أكرمه الله بالعقل..أنى لك أن تحلم بغض أفضل لنفسك -فضلا عن الأجيال القادمة- إن لم تخطط لتباشر عملك على بصيرة.
القلم.. ماضٍ وحاضرٌ ومُستَقْبَل..
ومن ثم فإنه: دموعنا حين تبخل علينا المحاجر .. أو تحاصرنا عيون الناس فنُجبرُ أن نكابر..
وهو خفقات قلوبنا التي نعجز عن تحليل كنهها .. وتفسير اضطرابها.. وفهم استقرارها بين لحظة وأحرى..
وأناتنا الصامتة التي لا نملك أن نصدح بها..فالناس متخمة كل بأناته..
وهو ابتساماتنا البريئة التي  لا نملكُ أن نطلقها في كل حين.
ومداد أشواق لا تنتهي.. ويُلهبها فراقٌ كلّ حين..
إنه القلم.. دمع وابتسام، شوق وفرح..

اكتب.. لتعرف نفسك أكثر.. فكما أن المرآة تعرفك حال مظهرك الخارجي.. فالكتابة تلج بك لعوالمك الكامنة في أعماقك.. حينا برفق، وأحيانا بقسوة! ولكنك ستكون حينها أكثر سعادة.. لأنك غدوتَ أكثر وضوحا مع نفسك.. ستعرف من أنت فعلا.. وماذا تخبئ خلف "أنا"- ومرادفاتها من الألفاظ التي تعرف بها شخصك.

اكتب احتضن قلمك وتدثر به من جهلك.. فالله ربي أقسم بالقلم "والقلم وما يسطرون".. وأول ما خلق سبحانهُ كان القلم..
اكتب لأجلك.. وإن كنت لا تحب الكتابة.. فلسنا ننتظر منك أن تطبع ديوانا ولا أن تخط رواية.. 
اكتب لأجلك.. فإن كنت تحب الكتابة .. انشر ولا تتوانى.. فنحن نعاني من شح في الحبر العربي ذوالفكر الراقي.. اكتب وانشر.. 
قد تحكي ببضعة حروف ما يعتلج صدر العشرات أو ربما المئات ممن آثروا هجر القلم.
اكتب أدبا.. نثرا شعرا خاطرة أو حتى عبثا.. انشر أو لا تنشر.. لا يهم. اكتب لأجل أن يكون عالمك أفضل. 

الثلاثاء، 10 يناير 2012

المُستقبل لنا.. نبنيه بهمّتنا


المُستقبل لنا.. نبنيه بهمّتنا :)



النهضة، الحضارة، الرفعة، النصر والتمكين، كلها معانٍ ومفاهيم بات يصدح بها جمعٌ لا بأس به من أبناء أمتنا. واللافت هنا أن جيل الشباب – وهم حاضر هذه الأمة وصانع مستقبلها - هم من يقودون هذه الحركة النهضوية التي تسعى 
للنهوض بأمّتنا وبناء مجدٍ عظيم لها. إن 
بذرة التفاؤل وآمال النهضة التي أطلقها فئة من الدعاة الواعين، قد أثمرت في شبابنا وشابّاتنا باتوا مدركين تماما لقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. وقد أخد كلّ على عاتقه همّ أمّته، وهو ينادي "أنا ابن هذه الأمة العظيمة". كلّ يريد أن يضع في بناء المجد لبنة، حتى يكمل البناء، ويبلغ عنان السماء. شبّانٌ قلوبهم هفت لتتذوّق معنى النصر، معنى العز والكرامة التي طالما قرأنا عنها.

في مقابل هذه القلوب الحية الحرة، والأرواح الماضية في طريق المجد ، تقف العقبات بالمرصاد. وهذه هي سنة الحياة، فما إن تمضي فئة في طريق الحق، حتى تقابلها ألف فئة ليحبطوها ويثبطوها. أعجب من هذا العداء بينهم وبين الحق!! ألهذا الحد طُمست الفطرة عندهم.. صدق قول الله عزوجل فيهم: "كلا بل ران على قلوبهم ..."   جهلوا أبجديات الكرامة والشرف، ولم يتذوقوا نشوة النهضة والنصر والحرية. "رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ" ، اختار هؤلاء النفر لأنفسهم أن يكونوا عقبات في درب كل من ينادي بالنهضة، ساعة بالاحباط والتثبيط، وأخرى بزعزعة الصف وإثارة الفتن.  يريدون أن يلقوا شبابنا في قعر"جبّ" فيُضيعوه، أو يحشروه في سجن "الواقع" وحدود "المنطق" فيسكتوه. لكنّهم لم يعرفوا أن الفكرة تحيا بذاتها، ولا تضيع وتبلى بضياع صاحبها أو حتى بوفاته. "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ".
إن جيل النهضة هذا يمضي بنور من الله، ماضون، إنهم ماضون في طريق الحق ونصب أعينهم قول الحق تبارك وتعالى" وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" . وزادهم وعده: " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ".

أنّى لقوة بشرية أن تتحدى هذه الوعود الربّانية العظيمة، هذه الآيات ومثيلاتها تحمل في ثناياها البشارة الصريحة بنصر مبين من الله العزيز الحكيم. تبث في نفوسنا أملا وحماسا لا ينضبان، نحلّق معها مع عظيم معاني "معيّة" الله سبحانه وتعالى وتأييده للفئة المؤمنة. هذه الآيات هي سند ووقود شبابنا الذي أدرك عظمة ماضيه وانحطاط حاضره، لكنه لم ينثنِ، فقد آثر السير قدما، ليكون لبِنة في بناء مجد الأمة ومستقبلها، وسببا في عودة عزها وتمكينها.
إن تاريخنا المشرق يحكي لنا كيف استطاع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، أن يبددوا الجاهلية العمياء التي كانت تستوطن الجزيرة العربية، بل وكانت تستشري في كل أنحاء الأرض. واجهوا "القوة الأرضية العظمى" في وقتهم بثبات ويقين. لأنهم كانوا مدركين تماما أنهم على الحق، وأن الحق سبحانه في عونهم. استطاعوا بإيمانهم العميق أن يُعلّموا سادة قريش أنهم ليسوا أفضل من "بلال بن رباح" رضي الله عنه. وعلّمونا كيف استغنى "صهيب الرومي" رضي الله عنه عن كل العز والمجد والجاه "الشخصيّ" في سبيل إعلاء مجد دينه وأمته، فكل شخصيّ مهما كان غاليا يرخص ويهون في سبيل "الأمــــّة. هذه النخبة من الصحابة وتابعيهم  قد فعلوا هذا ولم يكن أهل الأرض قد سمعوا من قبل شيئا عن الإسلام، قد جاء نبينا بدعوة "مُجددة" من الله سبحانه وتعالى، وأيده الله بفئة آمنت به حقّ الإيمان وأيقنت بصدق دعوته حق اليقين، فكانت الغلبة والتمكين لهذا الدين. ومفتاح عودتنا لهذا المجد، أن ندرك عظمة ما جاءنا به محمد صلى الله عليه وسلم، وأن نمضي على درب صحابتنا رضوان الله عليهم، فإن لم نستطع أن نكون مثلهم، فلنكن "بعضهم".
واليوم، ندعوا المسلمين أولا وأهل الأرض أجمعين ثانيا، لهذا الدين القويم، لأن يعرفوه حقا، أن يدركوا عظمته ورفعته. والمهمة أمامنا رغم صعوبتها، فهي بلا شك، أسهل بكثير من يوم جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم  أول مرة. وقد غدت الأرض اليوم، بشرقها وغربها تعرف عن الإسلام، وإن كانت لا تعرف الحقيقة، فهي على الأقل، تعرف أن هناك "دينا" يدعى الإسلام.
يا ابن آدم، إن النصر آت بك أو بدونك، وأمتنا ستحمل شعلة النهضة والتطور في الطب والحرب والصناعة والزراعة والشؤون الاجتماعية والسياسية، نعم في كل شؤون الحياة، كلٌّ في مجاله الذي يبرع فيه. فأي شمولية تفوق شمولية منهجنا، وأي وعد أصدق من وعد ربّنا.
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"


الأربعاء، 4 يناير 2012

خواطر عالطاير: خاطب عقلي... أفهك.. وقد أقتنع :)

خواطر عالطاير: خاطب عقلي... أفهك.. وقد أقتنع :)




يتحدث الشيوخ عن تحريم الموسيقى قطعا.. بينما أفتى آخرون بأنها من المُباحات..





لستُ فقيهة ولا مُفتية .. ولكني سأتحدث عن الموضوع من وحي تجربتي.. شابة في مثل سنّك (ربما أصغر بقليل أو أكبر بقليل.. لا يهم)..



جربت كثيرا أن أقضي وقت طويل من يومي وأنا أسمع أناشيد.. بموسيقى.. إيقاع.. مؤثرات.. بدون شي.. كل الأنواع..

فيكون دون وعي.. أنني أنام وأنا أنشدها .. قد أحلم بها.. وأصحو -لصلاة الفجر...وأنا أنشدها...!

ولكن.. ماذا لو... لم أستيقظ من نومي ذات يوم.. لا أتمنى ولا بحال أن ألقى الله وأنا أنشد.. حتى لو كانت نشيدة.. فكيف لو كانت أغنية بها من الكلام ما بها؟؟!


ولأنه من طبيعة الشخصية -مثبت في علم النفس- أنها تتأثر بالكلمات الملحنة أكثر من الكلمات العادية.. ويسهل عليها حفظها.. ولربما لاحظ أغلبنا ذلك.. فحين تسمع مقطعا في "التاكسي" أو مركز تسوق.. يعلق في ذهنك... وتدندن به من حين لآخر.. بدلا مثلا من ترطيب اللسان بذكر الله.. لنكون من "الذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما"..

والآن.. تغدو المسألة اختيارا ... كما كل المسائل في حياتنا كمسلمين، ولنطرح بعض الأسئلة..
بأي صورة أحب أن يراني الله في غالب وقتي؟
أي المراتب أبتغي لنفسي في الآخرة؟ أول بلاطة في الجنة؟؟ الدرجة الأولى؟؟ الفردوس الأعلى؟ رفقة الحبيب المصطفى؟
كيف أتمنى أن تُقبض روحي؟ وأنت أدندن ألحانا من هنا وهناك (أغنية أو نشد)؟ أو وأنت تردد الاستغفار أو ذكرا من كتاب الله؟


هنا.. لا أقول أننى يجب أن ننتهي أبدا عن سماع الموسيقى في التوّ واللحظة
أنا أتحدث إليك.. إن كنت تطمح -مثلي- لنصنع تغييرا في أمتنا.. لنحقق هذا الهدف السامي.. لا بد لنا أن نراقب أفعالنا، حركاتنا، وسكناتنا..!
من أجمل الدروس التي تعلمتها من مادة الفلسفة أن الفيلسوف -المحب للحكمة- يعيش حياة صعبة في البداية، يحلل تصرفاته ويبحث في الأصلح لنفسه.. بينما يعيش الآخرون بلا رؤية.. بلا هدف ولا غاية.. لأنهم لا يريدون بذل الجهد في البحث والفهم واتخاذ القرارت التي قد تكون في بعض الأحيان صعبة!
فقال الشاعر: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

فمن أيّهما أنت؟

كل الاحترام أهديكم..



 ..................................................

بعد نقاش طويل دار حول التدوينة على صفحتي في الفيس بوك..
طلبنا الاستعانة بصديق.. صديقتي رهف الصالحي.. طالبة سنة رابعة في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية..
وكان ردها ما يلي..


"ميساء حبيبتي..شكرا لاقحامي في هذا الموضوع..مع اني لست استاذة..شكرا لثقتك :))
كلام جميل..ونقاش رائع ..
وصراحة...سألتم عن عظيم .
وسأسمح لنفسي هذه المرة ان ادلي بدلوي بشكل متعمق كما لم اكن افعل في هذا الموضوع ،لانني الحمدلله تعمقنا في المسألة دارسين اياها دراسة فقهية مقارنة مع الدكتور..ودراسة منطقية وصراعية مع عقلي وقلبي...

ايها الأحباب..وبالذات عزيزتي
آلاء سامي ..لانني اتوقع ان تستغرب من طرحي..
صراعي في هذه القصة بدأ عندما,,واسمعوني بقلوب مريدة للحق..من فم واحدة تحب الموسيقى وتميل للاغاني..

درسنا من كتاب كبير مخصص للرد على الشيخ القرضاوي في قضية تحريم الموسيقى،درست دراسة مقارنة،اي تحضر الأدلة من الطرفين،ثم تناقش،نفصلها نفتتها نحللها ،نخرج الرأي الراجح والمرجوح،،الخلاصة،أن اقوى الادلة،بل ان الرأي الراجح،هو تحريم الموسيقى الا الضرب بالدف في العرس والعيد والمناسبات السعيدة،وهناك دليل واحد قوي لم يستطع المخالفون الرد عليه،لذلك اعتبر ان رأي الشيخ القرضاوي ومن معه يمكن الأخذ به،اضافة الى اعتبار الشيخ امر المصلحة والدعوة الى الدين عند الغرب،وغيره...المهم...من سعة الدين،انه يمكن بوقوع الاختلاف ان تأخذ بأي رأي حتى لو كان مرجوح...
لكن جميع العلماء متفقون بما فيهم القرضاوي،شرط استماعك للموسيقى..ان لا تتخذها ديدنا..وهو امر مهم..ان لا تتخذها ديدنا!!!!!!..

طيب بس انا بسمعها دائما..ووكل يوم..وكل ليلة..

الشاهد في الموضوع..في قرارة نفسي...رأيت قوة الادلة ولم استطع انكارها،فجلست افكر طويلا...ما الحكمة...؟وأدركتها بعد تدقيق حساباتي على طول... انني فعلا انا شخصيا سماعي للاناشيد و وردي للذكر او الاستغفار او ....يساوي 100 لصفر...قد يكون هذا عيب شخصي..لكن
الموسيقى فيها إلهاء..مهما كانت تكون..حتى الاناشيد بدون موسيقى,,تلهيي...
تمعنت في ادعية الائمة دائما..اللهم اجعل لساننا رطبا بذكرك..اللهم اجعل السنتنا تلهج بذكرك....اكتشفت..ان لساني مش متعوود على الذكر..

حياتنا كلها لله لا ننكر ابدا..لكن الله يحب سماع ذكره على الالسن نطقا وليس سياقا في الحياة فقط..هذا مطلوب وهذا مطلوب..لكن الذكر بشكل عام نحن مقصرون فيه..
انا اقف مع ميساء في هذه النقطة بسبب هذه التجربة..هو فقه اولويات لكن الاناشيد مهما وازنتي هي تلهي..
و نحن بعدما انتهينا مع الدكتور في المادة سألنا..ماذا ستختاروا التحريم ام ماذا..فلم اختر التحريم لاني لا استطيع تحريمها..لكنني قررت..ان استبدلها بالقرآن ما استطعت..ولا تكون ديدنا لي لان هذا هو شرط لحل الموسيقى اصلا..

واعزائي هي مراحل فعلا..بالبداية استغنينا عن الاغاني..ثم ادمان اناشيد..ثم ثم..والان ..حان وقت الذكر..الذكر امر يجب التنبه اليه..

واقبلوا رأيي..واسفة للاطالة"