الأربعاء، 4 يناير 2012

خواطر عالطاير: خاطب عقلي... أفهك.. وقد أقتنع :)

خواطر عالطاير: خاطب عقلي... أفهك.. وقد أقتنع :)




يتحدث الشيوخ عن تحريم الموسيقى قطعا.. بينما أفتى آخرون بأنها من المُباحات..





لستُ فقيهة ولا مُفتية .. ولكني سأتحدث عن الموضوع من وحي تجربتي.. شابة في مثل سنّك (ربما أصغر بقليل أو أكبر بقليل.. لا يهم)..



جربت كثيرا أن أقضي وقت طويل من يومي وأنا أسمع أناشيد.. بموسيقى.. إيقاع.. مؤثرات.. بدون شي.. كل الأنواع..

فيكون دون وعي.. أنني أنام وأنا أنشدها .. قد أحلم بها.. وأصحو -لصلاة الفجر...وأنا أنشدها...!

ولكن.. ماذا لو... لم أستيقظ من نومي ذات يوم.. لا أتمنى ولا بحال أن ألقى الله وأنا أنشد.. حتى لو كانت نشيدة.. فكيف لو كانت أغنية بها من الكلام ما بها؟؟!


ولأنه من طبيعة الشخصية -مثبت في علم النفس- أنها تتأثر بالكلمات الملحنة أكثر من الكلمات العادية.. ويسهل عليها حفظها.. ولربما لاحظ أغلبنا ذلك.. فحين تسمع مقطعا في "التاكسي" أو مركز تسوق.. يعلق في ذهنك... وتدندن به من حين لآخر.. بدلا مثلا من ترطيب اللسان بذكر الله.. لنكون من "الذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما"..

والآن.. تغدو المسألة اختيارا ... كما كل المسائل في حياتنا كمسلمين، ولنطرح بعض الأسئلة..
بأي صورة أحب أن يراني الله في غالب وقتي؟
أي المراتب أبتغي لنفسي في الآخرة؟ أول بلاطة في الجنة؟؟ الدرجة الأولى؟؟ الفردوس الأعلى؟ رفقة الحبيب المصطفى؟
كيف أتمنى أن تُقبض روحي؟ وأنت أدندن ألحانا من هنا وهناك (أغنية أو نشد)؟ أو وأنت تردد الاستغفار أو ذكرا من كتاب الله؟


هنا.. لا أقول أننى يجب أن ننتهي أبدا عن سماع الموسيقى في التوّ واللحظة
أنا أتحدث إليك.. إن كنت تطمح -مثلي- لنصنع تغييرا في أمتنا.. لنحقق هذا الهدف السامي.. لا بد لنا أن نراقب أفعالنا، حركاتنا، وسكناتنا..!
من أجمل الدروس التي تعلمتها من مادة الفلسفة أن الفيلسوف -المحب للحكمة- يعيش حياة صعبة في البداية، يحلل تصرفاته ويبحث في الأصلح لنفسه.. بينما يعيش الآخرون بلا رؤية.. بلا هدف ولا غاية.. لأنهم لا يريدون بذل الجهد في البحث والفهم واتخاذ القرارت التي قد تكون في بعض الأحيان صعبة!
فقال الشاعر: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

فمن أيّهما أنت؟

كل الاحترام أهديكم..



 ..................................................

بعد نقاش طويل دار حول التدوينة على صفحتي في الفيس بوك..
طلبنا الاستعانة بصديق.. صديقتي رهف الصالحي.. طالبة سنة رابعة في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية..
وكان ردها ما يلي..


"ميساء حبيبتي..شكرا لاقحامي في هذا الموضوع..مع اني لست استاذة..شكرا لثقتك :))
كلام جميل..ونقاش رائع ..
وصراحة...سألتم عن عظيم .
وسأسمح لنفسي هذه المرة ان ادلي بدلوي بشكل متعمق كما لم اكن افعل في هذا الموضوع ،لانني الحمدلله تعمقنا في المسألة دارسين اياها دراسة فقهية مقارنة مع الدكتور..ودراسة منطقية وصراعية مع عقلي وقلبي...

ايها الأحباب..وبالذات عزيزتي
آلاء سامي ..لانني اتوقع ان تستغرب من طرحي..
صراعي في هذه القصة بدأ عندما,,واسمعوني بقلوب مريدة للحق..من فم واحدة تحب الموسيقى وتميل للاغاني..

درسنا من كتاب كبير مخصص للرد على الشيخ القرضاوي في قضية تحريم الموسيقى،درست دراسة مقارنة،اي تحضر الأدلة من الطرفين،ثم تناقش،نفصلها نفتتها نحللها ،نخرج الرأي الراجح والمرجوح،،الخلاصة،أن اقوى الادلة،بل ان الرأي الراجح،هو تحريم الموسيقى الا الضرب بالدف في العرس والعيد والمناسبات السعيدة،وهناك دليل واحد قوي لم يستطع المخالفون الرد عليه،لذلك اعتبر ان رأي الشيخ القرضاوي ومن معه يمكن الأخذ به،اضافة الى اعتبار الشيخ امر المصلحة والدعوة الى الدين عند الغرب،وغيره...المهم...من سعة الدين،انه يمكن بوقوع الاختلاف ان تأخذ بأي رأي حتى لو كان مرجوح...
لكن جميع العلماء متفقون بما فيهم القرضاوي،شرط استماعك للموسيقى..ان لا تتخذها ديدنا..وهو امر مهم..ان لا تتخذها ديدنا!!!!!!..

طيب بس انا بسمعها دائما..ووكل يوم..وكل ليلة..

الشاهد في الموضوع..في قرارة نفسي...رأيت قوة الادلة ولم استطع انكارها،فجلست افكر طويلا...ما الحكمة...؟وأدركتها بعد تدقيق حساباتي على طول... انني فعلا انا شخصيا سماعي للاناشيد و وردي للذكر او الاستغفار او ....يساوي 100 لصفر...قد يكون هذا عيب شخصي..لكن
الموسيقى فيها إلهاء..مهما كانت تكون..حتى الاناشيد بدون موسيقى,,تلهيي...
تمعنت في ادعية الائمة دائما..اللهم اجعل لساننا رطبا بذكرك..اللهم اجعل السنتنا تلهج بذكرك....اكتشفت..ان لساني مش متعوود على الذكر..

حياتنا كلها لله لا ننكر ابدا..لكن الله يحب سماع ذكره على الالسن نطقا وليس سياقا في الحياة فقط..هذا مطلوب وهذا مطلوب..لكن الذكر بشكل عام نحن مقصرون فيه..
انا اقف مع ميساء في هذه النقطة بسبب هذه التجربة..هو فقه اولويات لكن الاناشيد مهما وازنتي هي تلهي..
و نحن بعدما انتهينا مع الدكتور في المادة سألنا..ماذا ستختاروا التحريم ام ماذا..فلم اختر التحريم لاني لا استطيع تحريمها..لكنني قررت..ان استبدلها بالقرآن ما استطعت..ولا تكون ديدنا لي لان هذا هو شرط لحل الموسيقى اصلا..

واعزائي هي مراحل فعلا..بالبداية استغنينا عن الاغاني..ثم ادمان اناشيد..ثم ثم..والان ..حان وقت الذكر..الذكر امر يجب التنبه اليه..

واقبلوا رأيي..واسفة للاطالة"

هناك تعليق واحد:

manoOosh يقول...

راآئع ما طرحتـِ.. وأعجبتني طريقة الطرح من فتيات مختلفات بنفس عمري ...جعلتني استوقف وقفة مع نفسي ...

منى ماذا تريد..!! لكن هذا سيأخذ بعض الوقت ..
اللهم ثبتنا على ذكركـ

أبدعتـِ غاليتي ^_^