الجمعة، 6 يوليو 2012

واحد وعشرون عاماً.. ونوركِ الأوّل يلملمني!



حسنا..
قبل 21 عاما من اليوم.. أي في 6-7-1991 .. أبصرت عيني نور الأرض لأول مرة..
بعد أن كنتُ في مكان أحسبه أكثر نورا، دفئا، وأمانا.. !
ولكنها مشيئة الله..
رغم أني أعرف تماما.. أننا لا نكبر في يوم واحد 365 يوم لنحزن أو نفرح أننا كبرنا عاما، ولكننا نكبر في كل يوم يوم، وبانقضاء كل ساعة ساعة، ومع مرور كل ثانية ثانية... وأن كل جزء من الثانية من عمرنا محسوب تماما.. "في كتاب لا يضل ربّي ولا ينسى"..

رغم أني أعرف كل هذا، وأعيه، وأفهمه وأفقهه.. إلّا أني تبعثرت اليوم..
بتمامِ 21 عاما من عمري..
كيف ومتى وفيمَ وأين انقضت هذه الأعوام، القليلة الكثيرة، فلكلّ آدميّ حسبته وتعريفه للقليل أو الكثير.. أما في تعريفي.. فهذه الـ 21 عاما.. كثيرة.. كثيرة جدا.. حد الرّعب!
لستُ أبالغ.. فحجم ونوعيّة الأسئلة التي تنتظر، منّي وحدي، إجابات.. ليس بالقليل أو السّهل!..
ولكنّها تبقى من النفس إلى النفس..

21 عاما..
تكاثرت التهنئات من الأحبة.. وشكرا للفيس بوك الذي ذكّر الكثير منهم بهذا اليوم باعتباره يوما مميزا!، المهم.. تكاثرت التهنئات، لتزيد بعثَرَتي.. فكلّما انهمكت في "التعزيل" مع أمّي.. وجدت جديدا كتب على "حائطي" أو رسالة في صندوق الوارد أو أو أو..

 فكان أصعبُ مافيها أنها ذكّرتني، وأنا التي تحاول أن تنسَ فلم تفلح، أنني أتممت 21 عاما..
وأجمل ما فيها وأصعبه أيضا.. أنها تتمنى لـ ميساء أن تحقق ما تحلم به وتتمناه.. وإن كان جلّ من تمنى هذه الأمنيات لا يعرف ثقلها ووزنها وحقيقة معناها! إيــــه ما أكثر الأمنيات وأكبرها! فياربّ بلّغ.. بلّغ .. بلّغ..

أما الأجمل على الإطلاق.. فهو الصّدق الذي ضجّت به بعض التهنئات والأمنيات.. الصدق الذي كاد ينطق فيسمعني خفقات القلب الذي خطّ كلمات من كتبها..!
الصّدق، الوفاء والإخلاص والعطاء والحب والقيم العظيمة العميقة التي نعرفها ونجهل أحيانا أثرها، حتى تتراءى لنا في صنيع أحدهم... فندرك عظمتها..
وندرك أن أي عمل لا يتزيّن بها فهو ناقص.. باهت.. وربما بلا معنى!
لا .. لا يا صديقي.. لا تحسب أنّك قدّمت، دون أن تتأكد أنّك نبضة من قلبك، ونفحة من روحك قد دثّرت العمل، الكلمة، أو البسمة.. بل حتّى الصمت حين يكون محلّه!

أما وقد كنتُ مبعثرة قبل التهنئات التي وصلت، وازدت بعثرة بعدها.. فلم أكتب ردّا واحدا على أي منها إلا اثنتين وهذه التدوينة ثلاثهما!
وهي ردّ على الكلمات التي وُلدت معها من جديد.. لأنها كلمات الرّحم الذي أنجبني.. كلمات النور الأول، حيث النور والدفء والأمان! كلمات أمّي ومعلّمتي والسنديانة العظيمة، كما يسميها والدي، التي كلما تعبت اتكأت عليها طيلة الـ 21 عاما.. والتي لم أمّل من الاتّكاء عليها أبدا.. فأي ظلّ أحنّ وأشمل من ظلّها..
كلماتكِ أمّي، كلماتك فقط من لملم بعثرتي، وغذّى بالنور محبرتي التي كاد نورها يخبو، كتبتِ فقلتِ:
"ميساء الصغيرة الكبيرة والكبيرة الصغيرة هكذا كنت وما زلت . فقد كنت صغيرة بعمرك لكنك كبييييرة بعقلك ونضجك ومواقفك التي ما زلنا نذكرها دليل على هذا. وها انت تكبرين ولكنا ما زلت في نظرنا ابنتنا الدلوعة الصغيرة هنأك الله بعمرك يا ابنتي وأظلك الله بظلك يوم لا ظل إلا ظله فأحسبك ولا ازكي على الله أحدا أنك شابة نشأت في طاعة الله"

بهذه الكلمات أمّي.. أعدّتني لواقع الـ 21 ولكن قلبي مشرق، بالنّور الأول!

هناك تعليقان (2):

هدى غضبان يقول...

الحمد لله .. مبارك لك ميساء
مؤثرة جدا جدا .. وتلامس أغوار القلب

برودكاست يقول...

راااااااااااااااااااااااااااائعة هذه الكلمات