الجمعة، 22 أبريل 2011

رجعُ الصدى.. لأجلكِ أحلام



رجعُ الصدى.. لأجلكِ أحلام

منذ قرابة أسبوعين.. قرأت رسالة الأسيرة أحلام التميمي للشباب تحديدا بعنوان: الأسرى يريدون .. إغلاق السجون!!
تجدون الرسالة على الرابط التالي:
http://www.ahrar-pal.info/ar/index.php?act=Show&id=1173
فكانت هذه الرسالة ردّي لها.. والذي آمل من الله أن تصل لها..
وما ذلك عليه بعزيز


بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكِ.. ورحمة منه وبركات
عذرا آنستي أحلام..  إذ أصوغُ أحرفي فيكِ.. وأنتِ أنتِ.. وأنا مازلت أبحث عني في ثناياكِ..
آه من سياط كلماتكِ يا أحلام.. تلسع ظهورا امتطاها الهوان! هوان طال وطال.. حتى استفزك من عزلك لتصرخي علّ صرختك تلامس في الصامتين نخوة معتصم ما ثارت منذ قرون!!
عذرا إذ فاضت عبَراتي.. حزَنا أني لم أضئ عتمة زنزانتكم ذات مساء.. أو أُدثِر أجسادكم من برد لئيم ذات شتاء.. أو أُحطم بوابة السجن العنيدة لأسمح لنسمات الهواء المشتاقة أن تهب عليكم ذات صيف..  عذرا أني لم أُفلح حتى أن أُزحزح عن أنفاسكم الطاهرة ضيق تلك القضبان البغيضة..

عذراً إن تأخر رجع صدى كلماتكِ في وديان غفلتي..
عذرا.. وألف ألف عذر.. لست أدري إن كانت ستشفع لنا يوم يقوم الأشهاد.. ونعرض: أنتم ونحن أمام رب العباد.. فنقدم قائمة أعذارنا.. وتقدمون أنتم سجلات تضحية وفداء .. فنصغر أكثر.. وأكثر.
عذرا أختي.. إن تكرّمتِ وسمحتِ لي بهذا الشرف
أكتب لكِ يا أحلام.. لأني واحدة من أولئك الشباب الفلسطيني.. الذي يجلسون على مقاعد الجامعات .. ويطلون عبر نافذات التكنولوجيا كما كنتِ !!
أختك مسلمة العقيدة.. فلسطينية الأصل والعروق والأنفاس، غير أني بلا جنسية تشهد بفلسطينيّتي.. ولم أرتو قط من أمطار وطني، ولم تتذوق أنفاسي طعم أوكسجينها..  ما طعمه يا تُرى!! لا تعجبي.. أؤمن أن للأكسجين في وطني.. "طعم" مختلف.. طعم تتكامل فيه معاني العزة والإباء.. وأبجديات التضحية والفداء.. فيغدو الطفل في وطني رجلا!! وتغدو المرأة في بلادي بألف رجل!!.. "كأنتنّ" أنستي.. تماما "كأنتن"!

تسعة عشر ربيعا يزداد فيها تعداد غربتي عن وطني.. غير أن شهيّتي للحرية التي رضعتها مذ تنفست أول ذرة أكسجين.. تزداد أيضا... بل تزداد أكثر وأكثر!!

من على بعد حدود كثيرة تفصلني عن وطني.. وتفصلني عنكِ يا أحلام.. أخط لكِ عبراتي، ونبضات قلبي وقد فقد شهيّته على النبض.. !!
أسيرة أنا في ذاك العالم الضيق .. حرّة أنتِ وأخواتي وأمهاتي.. بين أربع جدران شهدت كل حكاياكن وأحلامكن.. رسمتن عليها آلامكنّ وآمالكنّ.. وحفظت ألحان الحرية التي طالما شدوتنّ بها.. حتى صارت ترددها معكنّ.. وتلعن نفسها ألف مرة أنها ابتلعت حريّتكن.. ولكنها تفخر ألف ألف مرة أنها ضمّتكن.. فغدت جدرانا ليست كالجدران!!
أي أخيّتي..
أتلفح خجلا من أحرفك.. وأعرّض قلبي لسياط كلماتك علّه يشفع لي بين يديكن
ولكن.. أنّى لضميري المُثخن أن يغفر لي تقصيري
مازلت أبحث لكلماتي عن مكان أمام رسالتك الأخيرة.. تلك الصاعقة التي دوّت.. ومازال أثرها يتردد في أعماقي ليشعل بركانا قد أزف وقت انفجاره وآن أوان انتفاضته!!
آنستي.. قصرنا نعم.. لكن لم ولن ننساكم.. إخوانا وأخوات.. آباء وأمهات.. كبُرت وصوت والدي يذكرنا كل حين " بـإخواننا الأسرى".. ومن قال يا والدي أننا غفلنا!!
أحلام.. كان اسمكِ رمزا لي في كل كلماتي.. خواطري.. قصصي.. وحتى في أول سيناريو مسرحي أنهيت كتابته حديثا.. ضمّنتُ فيه رسالتكِ.. وأوصلتها لأكبر عدد ممكن.. وسأبقى أرسلها كل حين.. علها تلامس في قلب أحدهم ما لامست في قلبي.. أما أنا قسأحفظها في عُمق قلبي.. لأنها ستشعل اللهيب لثورتي.. ثورة العمل والإنجاز لأجلكم.. سأُحطم قيودي.. لنشر قضيتكم.. لأُسمع صوتكم.. ولأحطم قيودكم..
أحلام.. أختي ومعلّمتي.. دمتنّ أحرارا..
سامحونا .. ولا تنسونا من دعواتكنّ أن يمنّ الله علينا بالحرية!!

أختكِ.. ميساء أبو هلال

ليست هناك تعليقات: