الاثنين، 16 أبريل 2012

لأجلكَ سيّدي..


أبي.. صديقي.. معلّمي.. قُدوتي.. كلّها مُفرداتٌ عنوانها أنتَ سيّدي..
إن كانَ من كان له أبٌ محظوظ، فكيف بي أنا وقد اجتمع لي فيكَ الوالد والصديق والمعلّم والقُدوة.. كل ذاكَ فيكَ أنتَ ..

مُمْتَنّةٌ أنا لِخالقي أن حفظ لي "أباً".. وعاجزة عن شُكره إذ أدهشني بكرمه إذْ كُنتُ ابنة عظيم مثلك..



سيقولون: كلّ فتاة بأبيها مُعجبة..
نعم..أنا مُعجبة بكَ سيّدي.. كيفَ لا، وقد علّمتَني مُنذُ الصّغَر أسمى القيَم، ربّيتني على روحِ الدين وكيف يكونُ حبّ الوطن، ورحمتَ طيش صغيرةٍ لا تريدُ يوما أن تَكبُر..

سيّدي.. علّمتني كيف يكون العطاء، وربّيتني على الحلم حتى مع الأعداء، وأوصيتني بمكارم الأخلاق، وأَرَيْتَني كيف أكون حُرّة في زمن العبيد، وكيف أكون "كبيرة" بين أكوام "الصّغار"..
أيا سيّدي.. عشرون عاماً هي كل عمري.. ألا ليتَ لي من العُمر أكثر، لكي لا يفوت عليّ يوم كنتَ فيه أنتَ ولم أكن أنا.. لربّما أغبطها أختي الكبرى، إذ ربحت خمسَ سنين أكثر مني معك!
عشرون عاما.. قضيتها في ظلّك.. اقترن اسمي باسمك.. بل اقترنتْ روحي بروحك، لتستقي منها شيئا من العظمة. عشرون عاما كان يكفيني فيها أن أنظر لعينيك لأتشرّب معاني الإباء والكبرياء والوفاء!
اثنانِ وخمسون عاماً تعدادث عُمرِكَ بالسنين، ولكنّي أحسبُه أقلّ من أن يفيكَ حقّك -أيّها الكبير-.. الكبيرُ بما قدّمتَ وما تُقدمُ وما ستُقدّم.. أبتي.. إني أحبّ أني ابنتك.. وإنّي أحبّك..

 أسأل الله العظيم أن يُكرمك بالقبول، وأن يجعلنا صدقة جارية عنكَ .. وأن يجمعنا معا في مُستقرّ رحمته ..