الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

في ظلال "نــظــريّــة"!!

في ظلال نظرية.. !

اليوم في محاضرة الفلسفة -المفضلة لدي- كنا نتحدث عن فلسفة "كانت Kant" في الأخلاق.. التي يرى فيها أن الأخلاق تتحقق إذا:
1- كان من المقبول أن يُعمم التصرف الذي تصرفت به ليفعله كل البشر في كل الأماكن والأوقات.. ليصبح
universal law (مثلا: هل تقبل أن تعيش في مجتمع كل أفراده يكذبون)
2- تعامل مع نفسك ومع الآخرين دون أن تعتبرهم وسيلة لتحقيق غايات أخرى
3- تصرّف وكأنك المسؤول عن اصدار القوانين.. وليس فقط مُجبرا على اتّباع القوانين..


وسبحان الله.. !!! لم تجد الدكتورة مثالا لتوضح لنا كيفية التوظيف الخاطئ لنظرية "كانت" إلا موقف
"أدولف أيخمان "-الذي يعتبر مهندس المحرقة- وهو الذي أشرف على عملية "الهولوكوست".. حيث برر موقفه أمام المحكمة الإسرائيلية بانه فعل التصرف الأنسب لأنه نفّذ الأوامر واتبع القانون.. وهو ما يجب أن يفعله الجميع!..

بعيدا عن نظرية "كانت" وكل النظريات الفلسفية.. قضينا أكثر من نصف المحاضرة لنعيش "معاناة اليهود المساكين الذين تعرّضوا للإجرام النازي دون وجه حق.. ودون أي استثناء.. بل وأصر أيخمان على تنفيذ الأوامر.. دون أن يستثني أحدا".. حتى أنّي خشيت انه نحتاج أنه نمسح دموع بعض!!

يا للسخرية!.. في محاضرة.. 90% من الطلاب فيها مسلمين .. و70% منهم عرب.. تتحدث الدكتورة بكل جرأة وبحزن شديد.. حتى أنها كادت تبكي من شدة تأثرها.. أمام طلاب تعرف تماما أن كل كلامها لا يعني لهم شيئا فكل واحد منهم من وطن يعاني أضعاف ما عاناه اليهود في تلك الحادثة ..
حرارتي تقريبا وصلت الـ 1000!.. أي الكلمات تفي أمامها..؟؟؟ هل أصمت وأعتبرها هرطقة كبقية الهرطقات الكثيرة التي أسمعها..؟؟

مستحيل..!!



- حضرة الدكتورة.. آهااااااااا.... الحالة مشابهة تماما في حرب غزة.. حين "لم يستثني اليهود أحدا" وقتلوا الأطفال .. احتياطا!! لأن "الإرهاب" سينتقل لهم بالوراثة!

-ممممممممممممممم (كلام ليس له معنى.. حاولت أن تبرر به اسهابها في الحديث عن المحرقة)..

- إذا أستاذتي.. نعود من جديد لنظرية "هوبس" المبنية على القوة.. عندما كان اليهود قلة ضعيفة.. استطاع النازيون أن يقتلوهم.. واليوم.. لأن القوة بيدهم.. أصبح استخدام القوة مباحا.. ولا يعتبر جريمة.. وكذلك قتل الأطفال دفاعا عن "سيادة الدولة".. بل وأصبحت المحرقة "الحجّة" التي بيتمسكنوا فيها!


مواقف كهذه قد نتعرض لها كثيرا.. ومنها ما هو أشد "سخرية" من هذا.. ولكن المهم:
- أن لا تصمت.. أطلق صوت الحق الذي يصدح في أعماقك.. لأن صوت الضمير في داخلك لن يرحمك إن صمت..! ولأن الله وضعك في هذا المكان أو ما يشبهه لتقول كلمة الحق..

- كانت الدكتورة تتحدث بكل ثقة وجرأة وفخر وحزن (كل هذا امتزج) .. لأنها تريد أن تؤدي رسالة بطريقة أو بأخرى.. رغم أن المكان والزمان والمُتلقين (طلاب غالبيتهم عرب ومسلمين) لا يساعدها
أنت أيضا لديك رسالة.. لا بد أن توصلها للعالم.. اصدح بها بكل جرأة.. وتحدث بكل الإيمان المزروع في أعماقك.. لتصل كلماتك إلى أعماق من يسمعك.. !

ثقف نفسك.. وليبحر في عالم الأفكار عقلك.. اختر الفكر الذي ستبني عليه منهج حياتك.. اعتنقه بكل الإيمان الذي حواه قلبك.. اصدح به.. وأسمع صوتك للسماء !

أرأيتم.. في ظلال نظرية.. يحدث العجب :)..

ليست هناك تعليقات: