الاثنين، 20 ديسمبر 2010

وطني إنسان!!







وطني .. إنسان!!

وطني: بيارات برتقال وليمون وأشجار تين.. كروم عنب وزيتون تسر الناظرين ..
سهول خضراء مُمهدة للسائرين .. مُرصّعة ببيوتٌ أسوارها من حجر.. لا من طين!!
ترابها خَصبٌ أحمر .. ونسيمها  عَطِرٌ عليل ..
عشقٌ وُلِد في العُمق .. بلا نظرة ولا غمزة .. ولا همسة حنين


برتقال طبريّا -كاميرا الصديقة آلاء سامي


وطني: دبكة شعبية!! وثوب مطرّز!! و"مسخّن" بخبز ال"شراك" المغمس بزيت الزيتون!!
لربما هذا أكثر ما تغنّينا به نحن "المُهجّرون" في حب فلسطين.. ووجد فيه أالبعضُ قصى معاني الإنتماء وأسماها..!! وكأن هذا كلّ شي وحسب!!

غير أن الحقيقة تحتاج منا وقفة عميقة .. عميقة: بعُمقِ اكثر من ستّين شتاء على النكبة مضى .. وبعُمق جذور زيتونِ جدي الذي ما انحنى.. وبعُمق التجاعيد التي حفرها الزمن على وجه جدتي إن ضحك أو بكى !!




وكأننا عشقنا تلكَ الأرض "جماداً"... ونسجنا حكايات الشوق لحجارة وتراب..!! وجهلنا.. أن أرضنا:    تتنفّس .. وتعشق .. وتنبض ..!! بل كأنّي بها أمّ "ودود ولود"!!
أرضي: إذا ما تنفّست أشعلت تحت الغاصبِ نارا.. وكأنها نفحة من الجحيم .. لفظتهم.. لتحرقهم!!

وأرضي: حين تعشق.. تحتضن معشوقها لتضمه في جوفها.. هي بذلك تريد أن تُخلّصه من الدنيا ودناياها!!      
 لترقى به مع من قال فيهم ربّي سبحانه" أحياء عند ربهم يرزقون"..

أما حين تُنجب أرضي: .. فإنها تُنجب كِبارا .. رجالا أشاوس .. ونساء خنساوات .. عرفوا أن أرضهم غالية الثمن .. غالية جدا ..!! يَكبُر الواحد منهم بيده كتاب الله .. وبالأخرى حجر!!





أرأيت تلك الكروم والبيارات والسهول والهضاب والأرض والسماء والسحاب.. وحتى قطرة المطر في وطني ونسمة الهواء!!
كل ذلك في وطني له روح.. وله كله في وطني ثمن .. أدركه "العُشاق" الصادقون لا  غيرهم!!

عشاق وطني: عرفوا "إنسانية" الوطن..!! وأدركوا أنهم عشقوا أرضهم "بمن عليها"، أطفالاً صغاراً، وشيباً وشبّانا.. وشمّروا عن سواعدهم، لدفع الثمن..!!

رأيت ذاك قد حمل الروح على الكف، وأهداها للوطن.. وتلك تربي وتعلّم فلذة كبدها وربيع عمرها.. تخشى عليه من نسمة الهواء إذ هبت.. تريده هدية ثمينة ليس كمِثلها هدية، نعم.. إنهُ هديتها للوطن!! وقُربانها للسماء!!
وأرى ذاك لا يكن ولا يهدأ، صباحه بين دراسته ودعوته.. ومساؤه ، زاد لآخرته..
و"تـــلـــك"، قد آلـت على نفسها، أن تدفع ثمن عشقها، وإن لم تطأ يوما خُطاها ثرى الوطن!!

كل العشاق أدركوا الثمن!
وكلهم دفعوا ثمن عشقهم .. وصدق وحبهم!
والآن دورك أنت!!
فماذا دفعت؟؟!

ميساء أبو هلال





ليست هناك تعليقات: