الاثنين، 20 ديسمبر 2010

فـلنردد معاً.. "أنـا لـهـا"!!

فـلنردد معاً.. "أنـا لـهـا"!!

دنيانا مزدحمة ... مزدحمة حد التخمة "بأمور" شتى!! ..احترت في وضع تسمية محددة تعبّر عن مقصدي من "الأمور"!.. غير أني أراها مجموعة لا متناهية من "المعارف والمجاهيل" من ال"أمور"!!  وفي ثناياها تناقضات مربكة يحتار كل ذي عقل أيها سيختار..


خلال الفترة القريبة الماضية، ولجت في مرحلة جديدة من حياتي، تقتضي منّي أن أكون أكثر جدية وحزما ووضوحا مع ذاتي..  وعلى أبواب هذه المرحلة تكّشفت لي كثير من هذه المجاهيل والمتناقضات، ربما سمعت وقرأت عن بعضها، غير أنّي رأيت الكثير منها ما كنت لأتخيل أن يخطر على قلب بشر قط!!
نشأت مؤمنة بما أنزله الله جلّ وعلا على أطهر أهل الأرض محمّد صلى الله عليه وسلّم .. وآمنت بأن هذا هو الحق المبين، وأنّي بهذا الإيمان - وبرحمة من الله - سأسير على الصراط المستقيم .. وإن هذا لفضل عظيم من ربي الكريم.


غير أني  - وأنا ماضٍية في طريقي - كثيرا ما أتساءل عن أولئك الذين اختاروا طريقا آخر!! هل تراهم اختاروه حقا بملء إرادتهم؟!!


أرى أمثال هؤلاء كأرض خصبة تنتظر "عابرا" يلقي مافي جعبته من بذور.. !! وعلى قدر اهتمامه ورعايته، وبحسب نوعية البذور التي زرعها، يكون الثمر..!!


فإن نحن قعدنا.. واستأثرنا ببذور الخير لأنفسنا.. سيأتي غيرنا حتما، ليملأ هذه المساحات "علقما"..!!
ونضرب حينها كفّا بكف، أسفا على ما ضيّعناه..





أعتقد أن هذه هي الحال مع كثير من الذين نصادفهم حولنا .. فيؤلمنا حالهم .. ويستفزنا إيمانهم بأفكار تخالف الفطرة السليمة.. ضغطي يرتفع، ومؤشر ترمومتر الحرارة يكاد ينفجر من حرارة جسدي، زحمة من المشاعر والأفكار تحتل قلبي وعقلي، وأكبح دموع القهر مضطرة!!


للوهلة الأولى أحنق على حال أولئك الذين يجرؤون على عصيان الله بهذا "التبجح".. كيف يعلنون تمردهم على إنسانيتهم، ويهبطون بها إلى أدنى مستوى.. فأي جهل هذا وأي عمى: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" .


بيد أني أسترجع فأنظر لمن أكرمهم الله بالهداية، وأنار لهم درب الحق، فيتضاعف قهري ألف ألف مرة، وتجد دموع الوجع على حالنا طريقها على وجنتي، فتلسعني حرارتها، وهي بعض من حرارة قلبي إذ غدا لهيب الغيظ يحرقه..


تظللني غمامة المنطق فتمطرني بأسئلة لا تنتهي!! أجد لبعضها إجابة .. بينما تقف أسئلة كثيرة أخرى في انتظار الجواب..!!ألسنا مسؤولين عن هؤلاء!!؟؟أولم يأمرنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: بلغوا عني ولو آية.. فهل بلّغنا يا ترى؟؟!!وهل بلغ أولئك القوم شيء من خبر محمد خير البشر عليه أفضل الصلاة والتسليم؟؟!!وهل كنا نحن صورة حية لإسلامنا والتزامنا الذي اعتنقناه؟؟

قد أُدميت قدمه الشريفة صلى الله عليه وسلم، وضُرب وأُهين، وهو أعز خلق الله، وتعرض للسخرية من أطفال وجهّال.. وكل همّه أن يبلّغ الرسالة.. وكلّه أمل "أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ورسوله".. فهل أدينا نحن مهمّتنا يا ترى؟؟ وهل بلغنا الرسالة التي آمنا بها!! هل نفذنا أمره صلى الله عليه وسلم إذ قال: بلغوا عني ولو آية!!أسئلة كثير تحتاج منا وقفة صادقة مع النفس.. !!


لقد قصر أولئك القوم بأنهم لم يبحثوا عن الحق فيتبعوه .. فهذا ذنبهم!!
بيد أنّ ذنبنا قد يكون أكبر!! إذ أنّنا تهاونّا في حمل الهمّ، ونسينا الأمانة الكبيرة التي حملناها .. "إني جاعل في الأرض خليفة".. فليس ذنبنا بأهون من ذنبهم!! بل أخشى أنه يفوقه!!


هلّا أرحنا "الشماعات" الكثيرة التي نعلق عليها أخطاءنا؟؟ وهلّا تحمّلنا بأنفسنا هذا الذنب وهذا التقصير!! إننا في النهاية محاسبون عنه.
هناك قلوب عطشى لمعرفة الحق، غير أنها ضلّت الطريق في صحراء الدنيا، فأضناها العطش حتى فقدت وعيها، وعاشت في الأحلام، فوجدت واحة وارفة الظلال، استقرت بها.. واطمأنت للراحة فيها!! فقاومت كل محاولة لإيقاذها .. إنها تنتظر كلمة طيبة  حانية ترويها، وتسد ظمأها فتيقظها من سباتها..لتمضي في طريق النور ..




هلا شمّرت عن ساعدِك.. وصرخت بملء فيك "أنــــا لــهـــا"... أنا من سيروي ظمأ هذه أو ذاك..  فأؤدي واجب الخلافة في الأرض وحق الأمانة التي حملناها؟  وليتردد في أعماقكِ صدى قوله تعالى: "إني جاعل في الأرض خليفة"


أعدك.. القلوب العطشى كثير.. فاختر أيها شئت.. وامضي لأمر الله..
وهديتي لك ... قوله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم"  

ميساء وائل أبو هلال 

هناك تعليقان (2):

دانة ياسين يقول...

ياه ما اكثر القلوب العطشى و المتعطشة الغافلة و المستغفلة التي تنتظر يد من نور تنتشلها من الضلال..

لن أقول انا لها و حسب بل نحن لها..نعم نحن..انا و انت و كل من قرأ معي هذه الكلمات الرقيقة..فلنردد معاً (نحن لها)..

رائع جدا يا ميساء..و الله و لي التوفيق

محبتك في الله (دانة ناصر)

ميساء وائل أبو هلال يقول...

رائعتي .. وشبيهتي : )

نعم .. نحن لها.. صدقتِ

والـ "أنا" الواحدة.. ثمرة لن تؤتي أكلها إلا إذا شاركتها "أنا" كثُر

أوليست يد واحدة لا تصفق..
فكيف بـ "أنا" واحدة.. : )

ولكن.. لاشك يا غاليتي.. أنه" رب همة أحيت أمة.. فكم من "أنا" واحدة دوّا صداها في الآفاق.. فاستجلبت حولها أناس من مشرق ومغرب..
إن أطلق كل واحد من تلك الصرخة..
فسنصل لحُلُمنا.. وسنرى النور يشرق من جديد في سمائنا

أسعدني مروركِ :)