الجمعة، 18 فبراير 2011

في غيابِكُمـا يا مُهجة القلب..!!






في غيابِكُما.. يا مُهجة القلب!!

عادة ما أتغافل عن سيل الكلمات حين يجتاح خاطري!! لكنني هذه المرة لم أملك أن أتأخر.. فقد كانت دقات خافقي إذ تخط لكما هذه الكلمات، أقوى بكثير من أن أكبحها، أو أن أتأخر في الاستجابة لها..





قرة عيني، اعتدت أن أكتب لكم رسائلي كل حين. لكنها للأسف، غالبا ما كانت رسائل اعتذار لتقصير مني أو خطأ اقترفته، بجهل مني! وكنت حينها أذرف دموع الخجل والألم، أني آذيتكما أو خيبت ظنكما في بذرة غرستماها في أرض الإسلام، ومازلتما تقومان على رعايتها يوما بعد يوم، وأنتما ترقُبانها بعيون تنطق أملا ورجاء، أن تكون غرسا "يُعجب الزراع، ليغيظ بهم الكفار"..

أمي.. أبي.. وُلدنا، ونحن نعلم أننا نحبكما.. أو بالأصح.. نشعر بذاك الشعور العميق بالحب.. وعلى الأغلب.. فإنكما أول من شعرنا تجاههما بهذا الشعور.. فإذا ما سألنا احدهم:"بتحب بابا وماما؟؟ لا نحتاج لجزء من الثانية حتى نرد: " آه، أحبهم كتيير.. آآد السما وآآد البحر".. بإجابة طفولية عفوية، لكنها أصدق ما يمكن أن يقوله ابن آدم في عالم المشاعر..

لكنني يا أحب خلق الله إلى قلبي، لم أعلم أن عدّاد الحب هذا يزداد بازدياد أعمارنا.. لا وربي، إنه يسبقها.. ليشكل في حياتنا فضاء واسعا.. لا ينتهي.. من الحب !!

ربما – حين كنا أطفالا- كان حبّنا هو شعور التمسناه من فطرتنا. لكننا الآن، وقد بدأ حيّز العقل والمنطق في حياتنا يزداد، أصبح الحب يتحلى بلمسة مزدوجة، ما بين عاطفة وعقل. أتعلمان، لم أكن أؤمن قبل اليوم بامتزاج العقل مع العاطفة!! فقد كنت أظنه دائما – أي العقل-  حجر عثرة في طريق انسياب العاطفة الصادقة.

اليوم يا والديّ، أحكي لكما عن حبي لكما وقد مُزج برائحة العقلانية. أحبكما، وأفخر بكما كما لم تفخر ابنة بوالديها قط، وكم من فتاة قالت لوالديها كلمات كهذه، لكنني أعلم يقيناً أن كلماتي بالنسبة لكما ليست كالكلمات. كيف لا أفخر – يا قرة عيني- ، وأنتما "وائل" و"إنعام".. بتركيبتكما الساحرة، دينا وخلقا وثقافة وتربية... سبحان من جعلكما "متميزين" عن من كان حولكما، ثم جمعكما معا، لتكوّنا "آيقونة" مشرقة في سماء أمّتنا. مازلتما تربياننا "بشعرة معاوية"، يشدّ أحدكما فيرخي الآخر، وهكذا!!

يا من ملكتما شغاف قلبي، أحمد الله ربّي أولا، أن أكرمني بكما، وأن حفظكما لي. وثانيا، أن نوّر عقلي وعرّفني معنى حبكما، وقد حُرم كُثُر من معايشة هذه المعاني الراقية وفهمها.

 أحبكما!! وأعاهد الله – وما أصعب قطع العهود- أن أكون وأخواتي مصدر فخركما دنيا وآخرة. وأن أصدح دوما، بأن الفضل –بعد الله وتوفيقه- لكما؛ بأن كنّا على ما نحن عليه.

غبتُما.. والشوق يقتات القلوب!!
فعجّلا بالعود حتى يتفتح العنقود ..!!

كُتِبَت ذات سفر بتاريخ 20-ديسمبر- 2010




هناك تعليق واحد:

رزان طارق يقول...

لديك حقا والديين رائعين أدامهما الله لك ولأخواتك ولا أنسى الأخ يحيى طبعا وأنت حقا يا صديقتي نعم الفتاة التي يفخر بها أي أبوين فأنت دائمة السعي لأن تكوني مدعاة لفخرهم.

وجود الوالدين حقا نعمة عظيمةمن الله بها علينا فطاب من استطاع ارضاءهما وحرم من أجر عظيم وشعور جميل من عجز عن ذلك.