الخميس، 27 يناير 2011

2011.. مهلاً!!

2011.. مهلا!!
 
تُعد الساعات والدقائق.. وتتسارع الثواني.. والكل يترقب حلول العام الجديد.. وكأن العالم كلّه يشهد ولادة أكبر مولود على الأرض مثلا.. أو شروق شمس أخرى غير الشمي التي ألفتنا وألفناها!! وكما في ليلة رأس السنة من كل عام.. أقيمت الاحتفالات الصاخبة "الماجنة" في كل مكان، إلا ما رحم ربي.. وكأن الناس يصابون بحالة من الهستيريا.. لستُ أجد تفسيرا منطقيا لها.. ولا أظن أن هناك تفسيرا إلا قوله تعالى في العُصاة في كل زمان: "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون"..
 أما البعض.. فيغضبون لدينهم.. وتمتعض قلوبهم.. فتلهج ألسنتهم بالدعاء أن: يارب انتقم ممن أسرف في عصيانك!!
ليست هذه الليلة حكايتنا..!! بل بما كان بعدها..
لم يمضِ شهر بعد على تلك الليلة.. وأشرقت شمس 2011، على حال عربيّ إسلامي متوتّر.. مجهول المعالم.. متخبط الخطى.. صعود في حين، وهبوط في حين آخر.. لم تنجُ بقعة تشرق عليها الشمس من هذا التخبّط.. !! والكبتُ الطويــل آثر –دون استئذان- أن يجعل 2011 شاهدا على انفجاره..!! اللهم استر!!
عام جديد.. والعنف في السودان –جنوبا- يتبختر، وحروب أهلية لا تفتأ تهدأ.. والحل الكارثة!!.. استفتاء التقسيم.. من أغنى الدول الإسلامية، وأشدها فقرا..!! المفارقة عجيبة نعم.. لكنني لستُ أهذي.. هذا هو الحال الذي لا يخفى على أحد.. وربما عرفناه كلّنا.. لأنى درسناه في دروس الجغرافيا.. وتقسيم هذا الكنز العظيم.. معروض للاستفتاء.. وكأنه ملكٌ لأحد حتى يتفاوض عليه أو يقسمه!! تقسيم السودان.. لينتج شمالٌ إسلامي – أو هكذا يوصف، وجنوبٌ .. تتسلمه أيدٍ ملوّثة.. لا بارك الله فيها!! وهذا لا يعني أن من مسك زمام الأمور في الشمال هو "خليفة المسلمين"..!!

 عام جديد.. وتونُس الخضراء -غربا-، تشتعل.. !! الشعب فيها ثار.. والنار تحرق الأبدان والبنيان.. والحاكم الفهمان.. "فار".. !! والشعب لم يهدأ.. ولن يهدأ حتى "يسقط النظام".. !! والجيش –يا فخري- يعلن أنه "إنسان".. فيصافح ذاك الشاب ويحضنه.. كأنه يقول له: نحن معا، سنكون في أمان.. !! تونس الخضراء.. شكرا.. !! فقد رأيتُ فيكِ يداً مضرجة تدق باب الحرية الحمراء...
 الحرية.. لهفي عليها وعلينا.. !! كم تغنّينا بها وحلُمنا..! ألا ليت شعري.. هل سنراها رأي العيان.. !!

عام جديد.. وفلسطين الحبيبة –شرقا- تشهد "كشف المستور".. 1600 وثيقة قررت الجزيرة أن يكون 23 يناير ميعاد كشفها.. وثائق حوت ما حوت من وثائق ومستندات.. تحكي عن تفريط في حقّنا.. تفريط من يظنّ أنه "بمركزيّته" يملك، لمن لا يستحق..!! من أنت حتى تستغني عن القدس يا هذه!! ومن أنت حتى تبيع أرضي يا ذاك.. خسئتم شاهت قلوبكم ونفوسكم. فشوّه الله وجوهكم في الدنيا.. فكيف بهم في "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين" كشفُ مستورٍ.. لم يكن مستورا أصلا.. غير أنها مشيئة الله سبحانه "ويُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ"..

عام جديد.. و25 يناير قد أعلن نفسه "يوم الثورة" .. يوم الغضب.. يوم بأيام..

تفتّحت الشعوب واستيقظت.. وكأنها كانت غافلة عن جوعها.. جوعها للحرية .. جوعها للكرامة.. جوعها للحيــاة.. !! مصر.. يا أم الدنيا.. عشرات الآلاف تصدّروا الشوارع والحارات والميادين.. لينادوا لكِ بالحرية.. ليلعنوا واقع لا يرضاه إنسان كريم.. ويهتفوا.. أن آن وقت التغيــير!! أيا مصر.. ها هم بنوكِ يعرفون معنى الصمود عاري الصدور وعزّل أما مدرعات "الأمن" في وطنهم.. ويختنقون بالغاز المسيّل للدموع.. ثمنا لطلبهم حريّتهم.. ها هم بنوكِ يا مصر.. يسشهدون برصاص أبناء وطنهم!!.. فهل ستروّيكِ دماؤهم.. وتشبع عطشكِ.. ؟؟!!






عام جديد..
وجدّةٌ.. في الوسـط.. تغرق!! "جدّة غير"!!. عرفناكِ أرض احتفالات ومهرجان..!! وها هي أمطاركِ تُغرق الإنسان والبنيان!!مدينة في أكبر دول الخليج النفطيّة تغرق!! لماذا...!! لقلة مصارف المياه.. كل القضيّة "بلّاعة" كما يقولوا..!!! نعم..- وكلّي خجل- تغرق في شبر ماء!!..
الشوارع تغرق.. والمباني تغرق.. السيارات تغرق.. الجسور تغرق..  والناس - يا رحماني- تغرق..!! الحجر والشجر والبشــر!! كل شيء يغرق.. كل شيء..!! والناس -يا لهفي- بلا مأوى.. والأرواح - يا وجعي- تُزهق!! في كل عام نستقي الله غيثا.. فيغيثنا ربٌّ كريم.. ويُغرقنا بخيل لفتح مصارف مياه.. ما تصدّق!! عار والله.. وأي عار!! في دولة النفط.. لا كهرباء.. ولا تلفونات.. !! ويكأن الله يُريكم ما تلقاه غزة لصمودها.. غير أنكم تلقونه بظلمكم.. وبجهلكم!! عذرا .. فلستُ أتجرّد من إنسانيّتي.. ولستُ أعنيكم - أيها الناس-، فإني مثلكم.. وكما بكيتُ غزة.. أبكيكم!!


الضبابية تلفّ الأركان هنا.. شمالا وغربا.. شرقا وجنوبا.. والوسط لم ينجو..  أعين دامعة بدفء..  تسأل الله لُطفا يغيّر به سوء الحال.. وشَهَقات بعُمق الوجع..تنشد فخرا.. وأملا.. وتشدو بألحانٍ حرة.. لا تعرف لغة أو لهجة أو ترنيمة محددة.. الحرية..هاجس الشعوب ومبتغاها.. الكل يبحث عنكِ يا "حرية" .. عَطاشى نحن لنرتوي من معينك.. آآهـ آآهـ ما أغلاكِ.. غير أن قانون "الحّق" يقضي بأنكِ حق.. لا بد للشعوب أن تناله.. ومهما كان الثمن غاليا.. فهناكَ أُناسٌ يعشقون الحريّة والكرامة.. ولو كانت الأرواح هي الثمن.!!                                                                                               

هناك 4 تعليقات:

safa zghoul يقول...

الله ..أبدعت يا غالية ..ولو أنني قد لا أوافقك بمقدار الضبابية من القادم ..

نعم المفاجئات كثيرة هذا العام ..ولكن الخطوط العريضة رسمها التاريخ منذ آلاف السنين..
عالمنا بدا مضادا للتغير..وهذا ما لا يروق للتاريخ وانعطافاته !!

ويكأنني أجلس لأترقب..لا الفعل ..ولكن كيف سيحدث ..

والله المستعان
تقبلي تحياتي
^^

مها النمر يقول...

اللهم أحيي قلوب أمتنا رجالاً ونساءً ، وشيباً وولداناً وقادةً ورعية
وأجعل لهم نوراً يمشون به بين الأمم التي تمكر بهم ويزينون لهم سوء ما يعملون , ويسخرون من حالهم ...
اللهم إني لن أقنط من رحمتك لأنه لا يقنط من رحمتك إلا القوم الكافرين ، ولأنه من سنتك في العمل الصالح أن اصبروا وصابروا ورابطوا ,واتقوا الله لعلكم تفلحون ..

رائعة ميساء .. دمتِ في تميز ودام قلمك رمزاً للحرية :)

ميساء وائل أبو هلال يقول...

صدقتِ عزيزتي صفاء.. فسنة الله في الكون لا مبدل لها.. يوم لنا ويوم علينا.. والأيام دول..
عسى الأيام القادمة تكون دولتنا..

وهذه هي:
كيف سيحدث..!! وربما هي ما عنيته "بالضبابية".. هي مسألة ليست بالقليلة..
...ونحن اليوم.. سنكون "فاعلا".. ولن نعود "مفعولا به " :)

ميساء وائل أبو هلال يقول...

مها: اللهم آمين..
ما أجمل هذه الدعوات.. اللهم استجب يا الله

جزاك الله خيرا عزيزتي