الأربعاء، 26 يناير 2011

"خيرٌ وأحبّ إلى الله"

 "خيرٌ وأحبّ إلى الله"


 
تلقفتني أحداث ومواقف كثيرة خلال الفترة الماضية دفعتني للتفكير .. كانت دائرة التفكير واسعة جدا.. فقد رأيت الكثير.. الكثير.. بعضها مؤلم.. وبعضه يشي لي بشيء من أمل.. والأمل بالله دوما زاد القلوب..
قد علمني حبيبي صلى الله عليه وسلم إذن قال: قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلُّوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنَّتي"
وقد وجدت ضالّتي  في حديثك يا حبيبي –صلى الله عليك وسلم-، وغصت في الحديث الذي علمتنا إياه: "المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".

فكرت كثيرا في هذا الحديث الشريف .. ترى، أي قوة كان يعنيها الحبيب المصطفى عليه صلوات الله وسلامه؟ أهي قوة الإيمان نفسه؟ أم تراها قوة الجسد؟ أم تكون قوة القلب؟ أم تكون هذا كله..؟؟! هذه الخيارات وأخرى.. كلها مطروحة.. وكلها احتلت حيزا من فكري.. غير أن خيارا آخرا لصورة القوة التي عناها –عليه الصلاة والسلام.. ماذا لو كانت هذه القوة، هي قوة الحجة والمنطق!!
تسيطر علينا عاطفتنا في كثير من المواقف، ليست الشخصية وحسب، بل حتى الاجتماعية، بل وأكثر من ذلك، تلك المواقف "الأممية"، نعم المواقف على مستوى الأمة.. نبكي، نتألم، نندد، نشجب ونستنكر ونرفض ونغضب وكل هذا.. لأننا في أعماقنا ندرك أن هذا خطأ.. وأن ذاك لا يجوز، وأن هذا مرفوض تماما.. وأن ذاك –وإن كان مسلما، يتجاوز حدود دينه بغطرسة وجهل!! وعزة بالإثم تأخذ به لأسفل سافلين..!!
نقف مزبهلّين، غاضبين مستنكرين أمام هذا الجهل المفرط.. وهذه الغطرسة اللامنطقية.. غير أن تكرار مواقف كهذه أمامي، بل ومواجهتي لشخصيات كهذه.. وبكثافة شديدة في هذه الفترة .. صفعني.. أبكاني... آلمني.. غير أنه سلّط الأضواء على ضرورة مُلحة..
البحث، القراءة ، المعرفة والفهم بأصول الأشياء وتوثيقها، بل وحفظها في العقل والقلب، حتى تلك الأشياء التي نؤمن بها بديهيا، وكبرنا ونشأنا على أنها حقيقة مطلقة، وأنها أصل "العقيــــدة".. لا بد من كل هذا، لا بد من أن نبني حجة قوية تستقر في كياننا.. في كل ذرة منا.. حتى إذا ما واجهنا شخصيات كهذه، كانت ردودنا مبنية على أساس متين.. وانطلق العقل والمنطق ليكون هو الرد الرادع لهؤلاء... وتجردت كلماتنا من عاطفية الانتماء التي لا تعني لهم شيئا!!
المؤمن القوي، نعم قوي الحجة، ليردع كل عادٍ على ربّنا سبحانه وتعالى، وعلى رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وعلى إسلامنا العظيم، ذاك المنهج السامي الذي "ران على قلوبهم" أن يدركوا عظمته..
أصناف أولئك الناس.. يحيطون بنا من حيث ندري ومن حيث لا ندري، منهم من يتصرف بجهل، فهذا نسأل الله أن يهديه ويبصّره بالحق، أما أولئك الذين يتحدثون بكبريائهم وأنفتهم وغطرستهم وسواد قلوبهم.. فهيهات هيهات أن نسمح لهم!!
لستُ أرضى الدنية في ديني.. ولن أسمح أن يهينه أحدهم بغطرسته وجهله..!! سيكون ردي حازما رادعا، مزلزلا.. بإذن الله

ملاحظة: هذه رؤية شخصية لهذا الحديث الشريف، فما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ،، فمن نفسي، وأستغفر الله منه

1:18 صباحا
13-1-2011

هناك تعليق واحد:

هبة العواملة يقول...

أعجبني هذا المنطق ..

المعرفة العلم التعمق هو من سينصرنا عليهم ..

كلماتك أحببتها وعبّرت عن واقع نواجهه كثيراً

:)