الأربعاء، 9 فبراير 2011

حَكَآيــا الْقَمَر..



حَكَايا الْقَمَر...!!

قمري.. مازلت تُحدثني وأُحدثك سرا
وأراكَ اليوم وقد بهت نورك
وفاق حزنُكَ سرورك
ورحت تحكيلي عن ضيائك البرّاق
إذ يشغل المتأملين في المساء..
ويتشوق العشاق في الصباح للقياه
ليستوحي كل منهم ساعة لُقياكَ ما يشاء..
فيستل قلمه.. ويملأه عن آخره من فيض نورك..
حتى لكأني بالنور يُغرق الأوراق..
فينكب ذاك المتلهف ليجمع النور في محبرته
ثم يغلقها بإحكام..
خشية أن يتسرب نورك منها على حين غرّة..  
فلا يبقى له زاد – من النور- يلهمه في الغداة..
مازلت تحكي لي.. وأرى دمعك الصامت ينحدر
وكأني بقطرات منه قد داعبت جبهتي..
ويكأني أراك تريد منه أن يُصيبني "خَطَأً" فأتنبّه لك..
أتحسبني غفلت عنه يومــاً!!
لا وربّي..
إنني عاشقة أتلقف أنوارك خصلة خصلة..
وأحبُك الخصلات حبكا
وأصنع منهن ظفيرتين
كتلكما التي كانت أمي تحبك شعري بهما كل صباح
بيد أن ظفائرك يا قمري... لا تحبك إلا مساء.. ومساء فقط


لا تحزن "يا قمري" إذ رأيت المتأملين قلوا..
ورأيتَ العُشاق كذبوا وتخلّوا..

لست أُمعِن في جرحك..!!
بيد أن سليقتك البريئة ما عادت تجدي الآن
أما عرفتَ وأنت شاهد على تعاقب الأزمنة..
أن الزمن قد تغيّر!!
وما عادت لأحاسيسك، ومفاهيمك، وقيمك..
تلك القيمة التي اعتدت عليها !!
أيا قمري..
مضى الزمان وتغيّر!!
وعليه أيها الطيّب..
فإن أهل الأرض اليوم
ليسوا كأهلها قبل عقد أو قرن أو ألفية ماضية!!


لا بأس عليك ..
أعلم أن الحقيقة مرة مرارة العلقم!!

لكني اعلم أيضا..
أن تعجيل اكتشاف الداء.. ولو بيوم واحد
قد ينجي المريض من الوفاة!!
وإني –لعمرو الله-  أريد لك النجاة..!!
فاعذر قسوتي!!
 أعلم أنك لم تألف من قبل كل تلك الجدران التي تصدك
والأبواب التي تحجب نورك
كلما جئتهم بنورك من طريق...
أغلقوا في وجهك ألف ألف باب...
حتى غرقت "وأنت النور" في العتمة

هم قد عموا أبصارهم عن شعاعك!!
وظنوا أن حواجزهم ستُفقدك بريقك ونورك!!
وحسبوا أنهم دفنوك في لجج ظلماتهم!!
لكنّك يا قمري مازلت لي كما أنت..
ومازلت بشعاعك تتربع سمائيفتحيل ليلي ضياء
يابدر التمام..لا يُحزنك جهل المبصرين..
فجهلهم بوزن عددهم!!
ولتهنأ بفطنة أصحاب البصيرة..
وإن قلّوا..!!

هناك تعليقان (2):

suzan يقول...

ما أروع إبداعك لاسيماإن داعبه قمر..

او هناك من يجرح القمر!!
ما دروا أن هناك من ينظر برزنامته
يحترق شوقاً.. يتقلب انتظاراً علها تظهر ورقة منتصف الشهر !!

كم أحبه...
ليتك تكثري من تلك الحكايا
فكم تروق لي ...

:)

دانة ياسين يقول...

القمر...
البارحة كنت بامس الحاجة إليه..
صرت أبحث عنه و كأنه جزء مني غاب في الأفق..

لم أدري كيف عساي أن انتظر؟!

و عندما طل القمر احسست و كأن روحي عادت للحياة..

كم أشفق على من يراه معتما..
لأنه لو يدري كم أضاء من عقول و دروب و كم اعطى من نور
ما استغرب من اعتامه..

اتنمى أن يبقى قمري مضيئا..
ليظل يقص لي الحكايا

أشكرك ميساء على هذه الكلمات الرائعة..