الجمعة، 20 مارس 2015

"إني نذرتُ للرحمن صوماً"


قال تعالى على لسان زكريا عليه السلام: 

{قَالَ رَبّ اجْعَل لِيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاّ تُكَلّمَ النّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً * فَخَرَجَ عَلَىَ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىَ إِلَيْهِمْ أَن سَبّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً}

وكذلك في قوله تعالى: 
"قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ "

وأمر سبحانه وتعالى مريم عليها السلام فقال: 
(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا )

مذهل ارتباط الصوم عن الكلام بقصتين عظيمتين.. بمعجزتين عظيمتين... 
شيخ يرزقه الله طفلا -نبياً- وليس أي طفل، بعد أن شاب شعره وبلغ من الكبر عتياً..
وامرأة تحمل وتضع مولودا -رسولا- ليس أي مولود، دون أن يمسسها بشر.. 
ويكون الأمر الإلهي لزكريا ومريم عليهما السلام.. أن صوما عن الكلام.. هذه آيتكما.. آية على آية..
حقيقة، أفهم تماما أن خطباً جللاً عظيما كهذا يحتاج انقطاعاً عن بني البشر.. عن كل ما من شأنه أن يشوه التأمل في عظمة المشهد وقدسيته..
هل كان الأمر بالصيام عن الكلام لأنهما سيحتاجانه ليتقويا به أمام هذه العظمة؟ أم كان الأمر به ليستحقا هاتين المعجزتين؟ 

الجميل.. أن الصوم عن الكلام ليس غاية بذاته... أو هكذا أفهمه..
إنه الفرصة الحقيقة لتهميش كل الشتات الأرضي.. كل المألوف والعادي.. والانتقال تدريجياً لفضاء سماوي أرحب وأطهر وأنقى.. 
ودرجة من هذا السمو والارتقاء لا تتأتى إلا بالانعزال عن عالم البشر بروحك وفكرك.. ولو كنت بينهم بجسدك. 

ثم إن الأمر بالصيام لم يأتِ منفردا في قصة زكريا مثلا.. بل جاء مباشرة في نفس الآية أمر بالتسبيح "بكرة وعشياً".. بل وحث الناس على ذلك "فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشياً"

******
التأملات في ظلال هذا المشهد عظيمة..
وحصل أنني منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا مفتونة بهذا الأمر الإلهي والتجربة النبوية البشرية العظيمة... ونويت أن أخوض التجربة. 
منذ بداية هذا الأسبوع ، وبالنظر لظروفي، قدرت أن يوم الخميس هو الأنسب. 
حقيقة... توقعت الأمر أهون من ذلك.. 
ولكنه كذلك أجمل مما ظننت..
له حلاوة :")..

يمكنني القول أن التجربة نجحت إلا من بعض الاضطرارات الصعبة.. 
وأصعبها على الإطلاق سؤال بر الوالدين أمام إنجاح هكذا تجربة. 
لقد كان أول اتصاااال تلقيته من الوالد الله يحفظه: وردة فعلي وانا أرى شاشة الهاتف انه: لااا بابا أرجوك. 

أما في العمل.. كنت محظوظة جداً اليوم.. لم أحتج أن أتواصل شخصيا مع أحد.. وصديقتاي بالمكتب تعاونتا معي. 

وأنور، قدس الله سره، حفظ طلبي من الشاي بالنعناع والشاي الأخضر. 🙈

*******
المهم.. أن التجربة استثنائية حقاً. جميلة جداً..

وبكل تأكيد تستحق التجربة والتكرااار.. 

*ملاحظة: ستكون محظوظاً جداً إذا كنت محاطاً بمن يقدرون قدسية هكذا تجارب. 


ليست هناك تعليقات: